يحسن الظن بنفسه إلى أقصى درجة وكأنه المعصوم، ويسيء الظن بإخوانه لأقل شاردة أو واردة، لأجل هذا دبت الفرقة، وعمت البغضاء والشحناء بين إخوة الإسلام.

إخوتاه ..

أحسنوا الظن بإخوانكم، فنفسك الأمارة بالسوء هي التي توقعك في هذه المهالك، ترى من يستأذن أخاه ليتكلم على انفراد بشخص ما لأي سبب كان، فتبدأ الوساوس والهواجس تلعب دورها فيتخيل أنه يتكلم عنه وأنه يقع فيه أو .. أو .. الخ، فيحاول أن يتجسس، ويسأل غيره عما يدور بين الرجلين، وشيئاً فشيئاً يبدأ في اغتيابه.

إخوتاه ..

سوء الظن لا يحل استعماله في الدين، فلا تدع المحكم من المنقول والصريح لما تشابه عندك، هذا - تالله - شأن كل مبطل، الأحرى بك أن تكون وقافاً عند الشبهات، تتقي الوقوع فيها " فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه " (?)

عليك أن تؤول كلام أخيك على مدلوله الخير إذا كان اللفظ يحتمله، فإن النفس الطيبة لا تبصر إلا ما كان طيباً، والنفس الخبيثة هي التي تقف عند كل خبيث لا تكاد تبصر غيره.

إخوتاه

الإسلام دين الجمال والكمال، وقد حرص على صيانة عرض المسلم غاية الصيانة من الظن المجرد عن الدليل، الظن الذي لم ينبنِ على أصل وتحقيق نظر؛ لذلك أمرنا الله بالتثبت.

قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015