إخوتاه ..
…إنَّ من السُّبل والوسائل الأساسية لوجود هذه الحياة الإيمانية إحياء الأخوة في صورتها المثلى، تلك الصورة التي رسمها سلفنا الصالح فكانت حياتهم تطبيقًا عمليًا واقعيًا لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك كلما مررنا بقضية ذكرناك بالمنهج، إنَّه العود إلى الكتاب والسنة من خلال فهم سلف الأمة، اقتدِ بهم انظر لأمثلة نموذجية من حياتهم وحاول أن تحاكيهم، وهذه الأمور لا تختلف باختلاف الزمان والمكان، إنها الأصول الأخلاقية التي يبنى عليها دين المرء، والأخلاق لا تقبل التشكل والتغير بحسب العَصْر والمصر.
إخوتاه ..
…لماذا لا تبدأ من الآن من خلال رفقة من الصالحين في التعاون على الطاعات والتناصح في الله؟
…لماذا لا تكون من أصحاب الهمم العالية فتقول كما كان أبو مسلم الخولاني يعلنها " أيظن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يسبقونا، والله لننافسنَّهم فيه "
…آهٍ لماذا لا تكون كذلك؟ هذا ليس كلامًا غير واقعى، فتلك بدعة شيطانية ثبط بها همم المؤمنين، فترى الواحد منهم مخذولا سافل الهمة يقول: كيف أصل لمثل هذه المرتبة هذا حلمٌ ما أبعده.
…وإنى واصفٌ لك السبيل فلا تعجز، استعن بالله ـ أُخىّ ـ وأدم الدعاء والتضرع، واصدق اللجأ إلى الله تعالى، وسَلْ الله أن يوفقك لأخٍ في الله تنافسه في طاعة الله، فإياك وصحبة الباطلين الذين يثبطونك ويشغلونك بالدنيا وسفاسف الأمور، بل اختر من الصالحين أصحاب الهمم العالية، واتخذ لك قدوة في الواقع من الشيوخ الأفاضل لتظل صورتهم عالقة في ذهنك، فتقدح هاجس الصعوبة وعدم إمكانية التحقق، وليكن