أخي وحبيبي في الله ..
امش ميلا وعد مريضا، وامش ميلين وأصلح بين اثنين، وامش ثلاثة وزر أخا في الله، هذا جمال الأخوة ما أروعه، هذه نسمته ما أجملها، تلك روضاته ما أحلاها.
فالأخوة الترنيمة الجميلة التي تهدأ بها النفوس، الأخوة الواحة التي في ظلها تستريح القلوب.
كان محمد بن واسع يقول: لم يبقَ من حلاوة العيش إلا ثلاث: الصلاة في جماعة، وكفاف من معاش، وأخ يحسن المعاشرة.
آهٍ … والله إنَّ المؤمنين لفي نعيم عظيم، فمن عاش الصلاة قرت عينه، ولن تقر عينه بشيء مهما عظم عند الناس من أمور الدنيا فكل شئ منها زائل، وكل شئ منها ناقص، والأصل في نعيم الدنيا التنغيص فهل من متدبر؟!!
آهٍ … لو ذاق الناس حلاوة الصلاة، يقوم يصلى ثم ينتظر الصلاة التالية ليزداد نعيمه، يتذوق من حلاوة الإيمان ما لا يعرفه إلا مجرب، ثم إذا مات وجد الصلاة في انتظاره عند رأسه في القبر تدافع عنه ويوم القيامة تحاج عن صاحبها.
آهٍ … لو عرفنا الكفاف، والرضا عن الله والرضا بالله، وتمنيت لو رضى الله عنك، لا أن تطلب المال، وتجعله شغلك، فما المال في كل حالاته بخير للعباد لو فطنوا، " قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه " (?) هذه شهادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أما الثالثة فهي محل الشاهد " أخ يحسن المعاشرة ".
قال ابن الجوزي: " وأخ مخلص وفي أندر من عنقاء مغرب ".
فهذا الأمر نادر، لكنه لا يكون نادرا بإذن الله لو تعاهدنا وتصافينا ووضعنا أيدينا في أيدي بعض، اللهم ارزقنا إخواناً نحبهم ويحبوننا، ولكن حذار من فوات