السبب العاشر
إخوتاه ..
هذا من أكبر الأسباب لتعميق أواصر الأخوة، وهذا هو تعريف أهل العلم لحسن الخلق.
قالوا: الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق، زاد عليك في الدين.
فديننا دين الأخلاق، قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " (?)
فعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس الأخلاق، رغم أنَّ أصول الأخلاق كانت موجودة في العرب، ولكنه جاء ليتممها ويكملها ويجملها، ويضعها في إطارها الحقيقي، حين تستعمل هذه الأخلاق لوجه الله تعالى، فقد كانوا كرماء لكن هذا الكرم ليقال، لا لرضا ذي الجلال، فتعلموا الإخلاص والصدق في القول والعمل، فالذي يتخلق بالأخلاق الحميدة يبتغي وجه الناس إن لم يجد ثمرة ذلك ربما غير وجهه وانقلب على عقبيه، أمَّا الذي يبتغي وجه الله فيقول: " إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا " [الإنسان /9ـ10] فكان جزاؤهم من جنس