الأخوة لماذا؟
إخوتاه ..
نريد أن تنتشر بيننا هذه السنة المباركة وهذا الهَدْى القويم، نريد أن نعتاد سؤال أنفسنا قبل الإقدام على الأعمال " لماذا؟ ".
قال الحسن: رحم الله رجلاً توقف عند همه، فإن كان لله أمضاه، وإن كان لغيره أمسك.
أُخيَّ .. امكث برهة، وفكّر لحظة، وتأمل هنيهة، نعم لماذا .. ؟ ما هو الدافع الحقيقي وراء هذا العمل؟ وهنا لابدَّ أن يسعفك العلم، فدونه قد تصطدم الإرادة الشرعية بالأهواء والمصالح الشخصية المحضة، لابدَّ من علم ينير لك السبيل فتتبصر وتدرك حقيقة الأمور وفق الميزان الشرعي.
…من هذا المنطلق تعالوا نعالج قضية " الأخوة " في عصرنا الحالي، تعالوا نسبر أعماقنا بواقعية تامة، ليرسخ في قلوبنا اعتقاد جازم بضرورتها، وتعقد النوايا على إعلاء صرحها من جديد.
إخوتاه ..
…إذا ما سألنا " لماذا الأخوة؟ " فبماذا تجيب؟ لعل في حياة كل ملتزم مجموعة من رفقاء الدرب كانوا كلَّ شيء بالنسبة له في وقت من الأوقات، أحبَّ الدين في سمتهم، وسار معهم رغبة في مشاركتهم واللحاق بهم، وكل جيل يُحدثك عن هذا الشأن، وكيف كان الحال أفضل مما هو عليه الآن، فما الذي حدث؟! لعلكم لا تشعرون بخطورة الأمر الذي ضيعتموه، إنني أحاول أن أمد المبضع نحو أصل الداء، أحاول أن أستأصل هذا الورم السرطاني الذي دبَّ في جسد الأمة، إنه فساد ذات البين.