وأول من وضع هذه الأحاديث في السفر لزيارة المشاهد التي على القبور هم أهل البدع من الروافض ونحوهم الذين يعطلون المساجد ويعظمون المشاهد التي يشرك فيها ويكذب فيها ويبتدع فيها دين لم ينزل الله به سلطانًا، فإن الكتاب والسنة إنما فيهما ذكر المساجد دون المشاهد، كما قال تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين} [سورة الأعراف: (29)]، وقال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا} [سورة الجن: (18)]، وقال {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} [سورة التوبة: (18)]، وقال: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} [سورة البقرة: (187)]، وقال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} [سورة البقرة: (114)]، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). والله تعالى أعلم.

فهذه ألفاظ المجيب، فليتدبر الإنسان ما تضمنته وما عارض به هؤلاء المعارضون مما نقلوه عن الجواب وما ادعوا أنه باطل هل هم صادقون مصيبون في هذا أو هذا أو هم بالعكس؟ والمجيب أجاب بهذا من [بضع عشرة] سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015