من أَرَادَ خير الْآخِرَة وَحِكْمَة الدُّنْيَا وَعدل السِّيرَة والاحتواء على محَاسِن الْأَخْلَاق كلهَا وَاسْتِحْقَاق الْفَضَائِل بأسرها فليقتد بِمُحَمد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وليستعمل أخلاقه وسيره مَا أمكنه أعاننا الله على الإتساء بِهِ بمنه آمين غاظني أهل الْجَهْل مرَّتَيْنِ من عمري إِحْدَاهمَا بكلامهم فِيمَا لَا يحسنونه أَيَّام جهلي وَالثَّانيَِة بسكوتهم عَن الْكَلَام بحضرتي فهم أبدا ساكتون عَمَّا يَنْفَعهُمْ ناطقون فِيمَا يضرهم وسرني أهل الْعلم مرَّتَيْنِ من عمري إِحْدَاهمَا بتعليمي أَيَّام جهلي وَالثَّانيَِة بمذاكرتي أَيَّام علمي من فضل الْعلم والزهد فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمَا لَا يؤتيهما الله عز وَجل إِلَّا أهلهما ومستحقهما وَمن نقص علو أَحْوَال الدُّنْيَا من المَال وَالصَّوْت أَن أَكثر مَا يقعان فِي غير أهلهما وفيمن لَا يستحقهما من طلب الْفَضَائِل لم يُسَايِر إِلَّا أَهلهَا وَلم يرافق فِي تِلْكَ الطَّرِيق إِلَّا أكْرم صديق من أهل الْمُوَاسَاة وَالْبر والصدق وكرم الْعَشِيرَة وَالصَّبْر وَالْوَفَاء وَالْأَمَانَة والحلم وصفاء الضمائر وَصِحَّة الْمَوَدَّة وَمن طلب الجاه وَالْمَال وَاللَّذَّات لم يُسَايِر إِلَّا أَمْثَال الْكلاب الكلبة والثعالب الخلبة وَلم يرافق فِي تِلْكَ الطَّرِيق إِلَّا كل عَدو المعتقد خَبِيث الطبيعة مَنْفَعَة الْعلم فِي اسْتِعْمَال الْفَضَائِل عَظِيمَة وَهُوَ أَنه يعلم حسن الْفَضَائِل