لأسباب متعددة:
منها: غفلته عن موقعه وعن اللائق به، فيخطئ الكبير لنسيانه أنه كبير، ويخطئ العالم لنسيانه أنه عالم، ويخطئ الأستاذ لنسيانه أنه أستاذ، ويخطئ التلميذ لنسيانه أنه تلميذ، ويخطئ الأب لنسيانه أنه أب، ويخطئ الابن لنسيانه أنه ابن!! وهكذا بقية أفراد المجتمع كلهم! ولذلك قد ترى هؤلاء يحمّلون مسؤولية الخطأ على الآخرين المشاركين لهم في موقعهم؛ فالكبير يلوم في الخطأ الكبار، والعالم الذي قد وقع في الخطأ يوجّه اللوم إلى العلماء ويحمّلهم المسؤولية، والأستاذ يذكر في هذا الشأن الأساتذة والمربين، والتلميذ يذكر التلاميذ والأب يذكر الآباء، والابن يذكر الأبناء!! وما ذلك إلا لنسيان الإنسان موقعه ومكانه وموضع مسؤوليته!! فهل نتذكر هذه الحقيقة كي لا نقع في هذا الخطأِ؟!.
ومنها: استيلاء أسباب الخطأ على عقل العاقل وإيمان المؤمن فيغلبه مثلاً هواه أو شهوته الحيوانية، أو يقع في أسر الصحبة أو المجتمع من حوله فيخطئ بخطئهم أو يضل بضلالهم.
ومنها: غفلة الإنسان وعدم إدراكه لواجبه ومسؤوليته.
ومنها: أن يقع الإنسان في الخطأ عفواً من غير قصد.
... إلى آخر الأسباب. والعاقل الحريص على الحق والصواب من تنبّه إلى هذه الأسباب وابتعد عنها. نسأله سبحانه أن يجنبنا أسباب الشقاء والهلاك.