إنّ خُلُق الإنسان في التعامل مع الناس يأتي تبعاً لخُلقه في تعامله مع الله؛ فإن المتأدبَ مع ربه لا يَسَعُهُ إلا التأدب مع خَلْقه؛ ولا يَسَعُهُ إلا اتّباعُ شَرْعِهِ وما أوجبه على عباده في معاملة بعضهم لبعض.
ولعل مِن المهم أن نتبينَ أنّ الأخلاق الحميدة الواجبة في معاملة الإنسان لأخيه الإنسان إنما يوجبها عليه ثلاثة أمورٍ هي:
الأول: حَقُّ الله وشَرْعه.
الثاني: حَقُّ أخيه الإنسان عليه -على اختلاف درجات هذه الحقوق-.
الثالث: مصلحة الإنسان ذاته في الدنيا وفي الآخرة، وما تقضي به مِن الإحسان إلى الناس والبعد عن إيذائهم.
أصول المعاملة مع الناس:
لعل أصول معاملة الإنسان للناس تتلخص فيما يلي:
- أنْ تكون علاقته بهم قائمة على أساس علاقته مع الله؛ فتكون علاقته بهم لله سبحانه.
- أن تكون علاقته بهم محكومةً بشرْع الله وما أوجبه على عباده بشأن العلاقة فيما بينهم.
وعندما تصبح العلائق بين الناس لله ومحكومةً بشرْع الله، فإنها تصبح خيراً وبركةً عليهم في الدنيا وفي الآخرة. وعندئذٍ تَظْهَرُ مكارم الأخلاق فيما بين الناس، وتَخْتَفي مساوئ الأخلاق لا محالة، فعلى سبيل المثال: