الشنيع سمة خاصة عنوانها الكفر.
وأخس من ذلك وأشنع وأقبح إنكار وجود الله، وعدم الاعتراف بأنه الخالق الرازق المحيي المميت، الذي يجازي على الخير خيراً وعلى الشر شراً، مع أن الله تبارك وتعالى قد بث أدلة وجوده وصفاته في كل ما خلق من شيء!!.
إن إنكار وجود الله وإنكار صفاته (وأسمائه) وعظيم نعمه لؤم وخسة وحقارة بالغة، وسوء خلقيّ قد بلغ الدرك الأسفل؛ لأنه جحود لكبرى حقائق الوجود، وجحود لنعم المنعم بالحياة والعقل والإرادة وسائر ما في الحياة من نعم وخيرات، وجحود للمنعم بالجزاء العظيم على الإيمان به والتزام طاعته.
إن هذا الجحود يدل على انهيار خلقيّ شنيع" 1.
وإن حب الحق وإيثاره يتوافر في الناس بدرجات متفاوتة، كما أن عدم توافره في الناس درجات متفاوتة.
وإن الحق الذي يجب حبه وإيثاره والاعتراف به درجات، وأعلى درجاته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من بعدها لوازم هذه الشهادة، بمختلف درجات تلك اللوازم في باب الحق.
ثم يلي ذلك في الرتبة -تعبيراً عن هذا الأصل من أصول الأخلاق- بقية فروع هذا الأصل ومظاهره المتفاوتة الدرجات.
إن الإحسان إلى من يستحق الإحسان.