أكثر من لطائفه، تأمّل مثلاً عمومَه، وحُسْنَه، والمعاملةَ فيه بالعَدل، والمعاملةَ بالفضل، ونتائجَ تطبيق هذه القاعدة.. إلى آخر ما هنالك!.
* - وقوله سبحانه: { ... وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ... } 1، هذا الجزء من هذه الآية يُحدد قاعدة أخرى في التعامل فيما بين الناس، تذهب إلى أبعدَ في الحُسن مِن سابِقتها، ذلك ليس قول الحَسَن، بل هو قول الأحسن، فلو تأمّلنا مواقفنا، وأقوالنا وأدرناها ليس على الحَسَنِ بل على الأحسن، لكانت حياتنا في الدنيا وفي الآخرة أحسن!.
قُلتُ مَرّةً لابني: لا أَحسنَ مِن أَن تكونَ أَحسنَ! ولا أَسوأَ مِن أَن تَكونَ أَسوأَ!.
* - وقوله تعالى: { ... وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ... } 2 يُوَجِّهنا هذا الجزء من الآية الكريمة إلى قاعدة العفو في المعاملة فيما بيننا، وإلى قاعدة حِفْظ الجميل والفضل الذي كان بيننا، وأن لا يُنسيَناه الخلاف الطارئ، وإذا كان للإنسان طريقان للوصول إلى حقه وتسوية النزاع بينه وبين سواه، هما: طريق الحق بالعدل، وطريق العفو والمسامحة، فإن هذا الجزء الوجيز من الآية يرشدنا إلى أن العفو أقرب إلى التقوى، وهذا تنبيه إلى ما هو أهم من حصول الإنسان على حقوقه، وهو التقوى التي ينبغي أن تكون في حسّ المؤمن وهمّه مقدَّمة على الحرص على حقوقه! وما أحوجنا إلى مقاومة ميولنا الجامحة نحو استيفاء حقوقنا في مواقف