وما درى، ولم يتحصل له كيف ولا أين؟ فعاد على ظهره بحُنَيْن، دعْ خفيه الاثنين.
فارحل من عالم الشهوات إلى عالم القربات، وسافرْ من المحسوسات إلى المعقولات، وانظر في الزاد فلا بدّ منه، والدليل وهو العلم، فلا غنى عنه، فمَنْ وَجَدَ مُعَلِّماً فهو النعيم؛ يهدي إلى السبيل، وينظم الدليل، ويحمي عن البدعة والتعطيل ... 1.
- وقال القاضي أبو بكر بن العربي أيضاً:
أما بعد: فإن الداخل في طلب العلم كثير، والسعيد قليل، وعدم الإنصاف خطبٌ جليل، وكم حاضر بعرفة من غير معرفة، ونازل بمِنى وما نال مُنى، وكم قارئ في بغداد خرج وما ظفر بزاد ... جميعهم يأمل الغاية وما حصل عليها، ويقصد النهاية وما انتهى إليها، فقد خَلَعَ ثيابَ الوطن، واستظهر على الغربة، واستوطن يجتهد بزعمه وهو لا يعلم كيف؟ ولا أين؟ يرجع بعد طول المغيب بخفّي حنين2.
وللإمام أبي محمد ابن حزم أقوالٌ فريدة في باب الأخلاق نقتطف منها ما يلي:
- لا تَبْذل نفسك إلا فيما هو أغلى منها. وليس ذلك إلا في ذات الله -عزّ وجلّ-:
- في دعاء إلى حقٍّ.
- وفي حماية الحريم.