وأَنّ ذلك المسْلك ليس براءةً لصاحبه مِن البدعة ولا تزكيةً له في دينه!!

وصَوّرَ بعض الناس اليوم البدعة-وهو يُهاجمها، بتلك الطريقة، على غير هَدْي الكتاب والسنّة-أَن أَيَّ بدعة فهي في العقيدة، وأَن أَيّ بدعة فهي كفْرٌ، وأَنّ صاحبها لا يَصِحّ أَن يُعاملَه أَهلُ السنّة إلا: بالبغض، والتكفير، وسائر تلك الألوان من المعاملة المجانِبة لما جاء به دين الله تعالى!

ويُصَوِّر مَن على هذا المَسْلك أَن معاملة المبتدع بما جاءت به النصوص الشرعية-مما يَعْلمه ومما لا يَعْلمه- إقرارٌ للبدعة للأسف!! مع أَنه لا تَعارضَ بين رَدِّ البدعة أَيّاً كانت، وبين معاملة المسلم المعاملة الشرعية ونصْره ظالماً أو مظلوماً بالمعنى الشرعيّ.

ومَن أَعطاك أَيّها المسكين هذا الختمَ؛ لتختمَ به على مَن تشاء مِن عباد الله؛ بأَنّ هذا سُنّيّ وهذا مبتدِعٌ، وحسْبَ هواك، آلله أَذِنَ لك بهذا أَم على الله تفترون؟! وهل تأذَنُ لغيرك بأن يأخذ هذا الختمَ بالتناوب معك أو بمشاركتك في هذه الصلاحيّة، أَم أَن الأمر خاصٌ بك، خصّك الله به مِن بين عباده الصالحين!!

اللهم إخلاصاً واتّباعاً وفقْهاً، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم احفظْ دينك وعبادك وسنّةَ نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم!!.

وما أَجملَ قولةَ عبّاد بن عبّاد حين قال: ولا تكتفوا مِن السنّةِ بانتحالها بالقول دونَ العمل بها؛ فإنّ انتحال السنّة دونَ العمل بها كذِبٌ بالقول مع إضاعة [العمل] 1. ولا تعيبوا بالبدع تَزَيُّناً بعيبها؛ فإنّ فساد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015