الله الحفظ والسلامة.

إن الشرف كلمة لا وجود لها حين يختلط الرجال بالنساء إلا في القواميس ... هل يملك رجل أن يزعم أنه يملك هواه بين يدي امرأة يرضاها؟ ... أم هل تملك امرأة هواها بين يدي رجل ترضاه؟ ... وأين يكون الشرف إذا اختلى رجل قادر مغتلم بامرأة حاذقة متميعة؟ ... ولو تعففت المرأة فهل ستسلم من أذى الرجل وتحرشاته وربما اعتداءاته؟ ... ولو فرضنا أنهما من أهل التقوى ممن يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويخافون يوم الحساب، وقد حبسا شهواتهما بالأمس واليوم فهل سيصمدان في الغد؟ ... هل سيكونان خيرًا من الصحابة - رضي الله عنهم -.

رُوِي عن عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه - أنه قال: «أَلاَ تَرَوْنِي لاَ أَقُوْمُ إِلاَّ رِفْدًا (?)، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مَا لُوِّقَ ـ يَعْنِي: لُيِّنَ وَسُخِّنَ ـ وَقَدْ مَاتَ صَاحِبِي مُنْذُ زَمَانٍ ـ يَعْنِي: ذَكَرَهُ ـ وَمَا يَسُرُّنِي أَنِّي خَلَوْتُ بِامْرَأَةٍ لاَ تَحِلُّ لِي، وَإِنَّ لِي مَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، مَخَافَةَ أَنْ يَأْتِيَ الشَّيْطَانُ فَيُحَرِّكَهُ، عَلَى أَنَّه لاَ سَمْعَ لَهُ وَلاَ بَصَرَ» (?).

تلك حقيقة لا مرية فيها ... كيف يعقل أن يبقى جائع في مطبخ عامر بالطعام لساعات طويلة ثم هو لا يأكل منه، أو حتى ينظر إليه، كيف يجاور السمن النار ولا يذوب؟.

نعم ... التربية مهمة والقناعة مهمة ... لكن لا يعني ذلك أبدًا أن نرمي بأنفسنا إلى التهلكة ... الإسلام يخاطب العقول بالحجة والبرهان، وفي ذات الوقت ينهى عن الاختلاط بين الرجال والنساء، وينهى عن الخلوة، ويأمر بغض البصر ... ويصف النساء بأنهن فتنة .. .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015