الشبهة الحادية والستون:
من هذه؟
عَنْ هِشَام بنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟».قَالَتْ: «فُلاَنَةُ»، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا. (رواه البخاري ومسلم).
الجواب:
1 - ليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جلس مع تلك المرأة، بل ليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كلمها، أو حتى ألقى عليها السلام، ومن زعم غير ذلك فليأتنا بالدليل.
فكيف نستدل به على جواز الاختلاط في العمل والتعليم حيث تمكث النساء مع الرجال الساعات الطوال ودوام شبه يومي؟؟!
2 - أوضحت رواية مسلم أن المرأة مرت بعائشة فأخبرت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بحالها، فروى عن عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَخْبَرَتْهُ أَنَّ الْحَوْلاَءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مَرَّتْ بِهَا وَعِنْدَهَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فَقُلْتُ: «هَذِهِ الْحَوْلاَءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ».
وجمع بينهما الحافظ ابن حجر بأنها خرجت عند دخول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال في شرحه لهذا الحديث من صحيح البخاري:
«فَإِنْ قِيلَ وَقَعَ فِي حَدِيث الْبَاب حَدِيث هِشَام: «دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ عِنْدهَا»، وَفِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ أَنَّ الْحَوْلَاء مَرَّتْ بِهَا فَظَاهِره التَّغَايُر، فَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون الْمَارَّة اِمْرَأَة غَيْرهَا مِنْ بَنِي أَسَد أَيْضًا أَوْ أَنَّ قِصَّتهَا تَعَدَّدَتْ.