الشبهة السادسة والأربعون:
استقبال الأنصار للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عند الهجرة:
عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: «جَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِلَى أَبِى فِى مَنْزِلِهِ فَاشْتَرَى مِنْهُ رَحْلاً فَقَالَ لِعَازِبٍ: «ابْعَثْ مَعِىَ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِى إِلَى مَنْزِلِى»، فَقَالَ لِى أَبِى: «احْمِلْهُ». فَحَمَلْتُهُ وَخَرَجَ أَبِى مَعَهُ يَنْتَقِدُ ثَمَنَهُ فَقَالَ لَهُ أَبِى: «يَا أَبَا بَكْرٍ، حَدِّثْنِى كَيْفَ صَنَعْتُمَا لَيْلَةَ سَرَيْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -».
قَالَ: «نَعَمْ أَسْرَيْنَا لَيْلَتَنَا كُلَّهَا ... إلى أن قال: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلاً فَتَنَازَعُوا أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَقَالَ: «أَنْزِلُ عَلَى بَنِى النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ». فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ الْبُيُوتِ، وَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ فِى الطُّرُقِ يُنَادُونَ: «يَا مُحَمَّدُ، يَا رَسُولَ اللهِ، يَا مُحَمَّدُ، يَا رَسُولَ اللهِ». (رواه مسلم).
الجواب:
1 - هذه الحادثة وقعت قبل فرض الحجاب فلا يسوغ الاستدلال بها.
فالسياق واضح أنه في أول مقدم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المدينة.
2 - ظاهر الحديث ليس فيه دلالة على الاختلاط فقول الراوي: «فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ الْبُيُوتِ» يعني أن كل إنسان صعد فوق بيته ليرى ويشاهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأين الاختلاط هنا؟!! (?).