الشبهة الرابعة والثلاثون:
هل سافرت بنتُ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع غير محارمها؟
قصة طلب النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - من العاص بن الربيع زوج ابنته زينب - رضي الله عنها - أن يرسلها من مكة حينما يصل بعد إطلاق سراحه وأرسل النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - زيدًا بن حارثة ورجُلًا من الأنصار ليأتيا بها، كيف تسافر زينب - رضي الله عنها - من مكة إلى المدينة فى صحبة رجلين أجنبيَّيْن عنها، وكان هذا بعلم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟
الجواب:
1 - يمكن ان يجاب بأن هذا السفر كان قبل نزول الحكم، كان هذا قبل فرض الحجاب وقبل المنع.
2 - وحتى لو كان بعد المنع فهذا السفر يسمى سفر الهجرة , وهو مما أجمع أهل العلم على جواز سفر المرأة فيها بمفردها إذا أمنت الفتنة، لأن الهجرة واجبة.
نص الحديث: عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: «لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ بَعَثَتْ زَيْنَبُ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ عِنْدَ خَدِيجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ.
قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا»، فَقَالُوا: «نَعَمْ»، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَخَذَ عَلَيْهِ أَوْ وَعَدَهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا» (رواه أبو داود وحسنه الألباني).