قال: والله ليفعلن او لافتكن به بين يديك.
قال: فدونك اذن.
فخرج بغاوير وبهرام في نفر من الطراخنه ينظرون، ووقف بغاوير من بهرام على مائتي ذراع، فقال بهرام للطراخنه: لا تلوموني ان انا قتلته، فقد بغى على كما ترون.
فقالوا: ليس عليك لوم.
فصاح بغاوير ببهرام، اتبدا أنت، أم ابدا انا؟
فناداه بهرام: بل ابدا أنت، فارم، فأنت الباغى الظالم.
فوتر بغاوير قوسه، ووضع فيها نشابه، ثم نزع حتى اغرقها، ثم أرسلها، فصكت بهرام اسفل من سرته في وسط منطقته، فنفذت المنطقه والدرع وسائر اللباس حتى انتهت الى صفاق [1] بطنه الظاهر، واثرت فيه.
وبادر بهرام فنزعها، ووقف هنيهة لا يضرب بيده الى قوسه من شده ما اصابه من الم الرميه، وظن بغاوير بان قد قتله، فركض نحوه، فصاح بهرام: ان ارجع الى مكانك، فقف لي كما وقفت لك، فانصرف الى مكانه، فوقف، واخرج بهرام قوسه، فوترها [2] ، وكان لا يوترها سواه، ثم وضع فيها نشابه، ونزع حتى اغرقها، ثم أرسلها، فوقعت من بغاوير في مثل الموضع الذى وقعت نشابته من بهرام، في وسط المنطقه والدرع وسائر اللباس، ومرقت من الجانب الآخر، لم يذهب شيء من ريشها ولا عقبها، وسقط بغاوير ميتا.
وبلغ ذلك خاقان، فقال: لا يبعد الله غيره، قد نهيته عن البغى، فأبى، ثم تقدم الى طراخنته واهل بيته، فقال: لا اعلمن أحدا منكم نوى لبهرام سوءا ولا مكروها.