ايها الناس، احسن الله عزاءنا وعزاءكم في الخليفة الماضى، صلوات الله عليه، وبارك لنا ولكم في خليفتكم الحادث، مد الله في عمره.
ثم خنقته العبرة، فمسح عينه بسواده.
ثم قال:
يا اهل خراسان، جددوا البيعه لامامكم الامين.
فبايعه الناس جميعا.
ولما أتت الخلافه محمدا، وبايعه الناس دخل عليه الشعراء، وفيهم الحسن ابن هانئ [1] ، فانشدوه، وقام الحسن في آخرهم، فانشده قوله:
الا دارها بالماء حتى تلينها ... فلن تكرم الصهباء حتى تهينها
وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... كان شعاع الشمس يلقاك دونها
كان يواقيتا رواكد حولها ... وزرق سنانير تدير عيونها [2]
لقد جلل الله الكرامه أمه ... يكون امير المؤمنين امينها
حميت حماها بالقنابل والقنا ... ووفرت دنياها عليها ودينها
يراك بنو المنصور اولاهم بها ... وان أظهروا غير الذى يكتمونها
فوصلهم جميعا، وفضله.
ثم ان محمد الامين دعا اسماعيل بن صبيح كاتب السر، فقال:
ما الذى ترى يا ابن صبيح؟
قال: ارى دوله مباركه، وخلافه مستقيمه، وامرا مقبلا، فتمم الله ذلك لأمير المؤمنين بافضله واجزله.