الاخبار الطوال (صفحة 302)

مائتا رجل، فهرب اشراف الكوفه، فلحقوا بالبصرة، وبها مصعب بن الزبير، فانضموا اليه.

وبلغ المختار ان شبث بن ربعي، وعمرو بن الحجاج، ومحمد بن الاشعث مع عمر بن سعد قد أخذوا طريق البصره في اناس معهم من اشراف اهل الكوفه، فأرسل في طلبهم رجلا من خاصته يسمى أبا القلوص الشبامي في جريدة خيل، فلحقهم بناحيه المذار، فواقعوه، وقاتلوه ساعه، ثم انهزموا، ووقع في يده عمر بن سعد ونجا الباقون.

فاتى به المختار، فقال: الحمد لله الذى امكن منك، والله لأشفين قلوب آل محمد بسفك دمك، يا كيسان، اضرب عنقه.

فضرب عنقه.

وأخذ راسه، فبعث به الى المدينة، الى محمد بن الحنفيه.

وقال اعشى همدان، وكان من اهل الكوفه:

ولم انس همدانا غداه تجوسنا ... باسيافها، لا اسقيت صوب هاضب [1]

فقتل من اشرافنا في محالهم ... عصائب منهم اردفت بعصائب

فكم من كمى قد ابارت سيوفهم ... الى الله اشكو رزء تلك المصائب

يقتلنا المختار في كل غائط ... فيا لك دهر مرصد بالعجائب

وبلغ المختار ان شمر بن ذي الجوشن مقيم بدستميسان [2] في اناس من بنى عامر بن صعصعة، يكرهون دخول البصره لشماته اهل البصره بهم، فأرسل المختار اليهم زربيا، مولى بجيله، في مائه فارس على الخيل العتاق [3] ، فسار بهم بالحث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015