اصحابه، وعليه قميص اصفر هروي [1] وملاءه مورده متوشحا بها، متقلدا سيفه.
فدنا منه عمير بن الحباب، فصار خلفه، وابراهيم لا يابه له، فاحتضنه من ورائه، فما تحلحل [2] ابراهيم عن موضعه، غير انه امال راسه، وقال:
من هذا؟
قال: انا عمير بن الحباب.
فاقبل بوجهه اليه، وقال:
اجلس حتى افرغ لك.
فتنحى عنه، وقعدا ممسكين بأعنة فرسيهما.
فقال عمير لصاحبه: هل رايت رجلا اربط جأشا، وأشد قلبا من هذا؟ تراه تحلحل من مكانه، او اكترث لي، وانا محتضنه من خلف.
فقال له صاحبه: ما رايت مثله.
فلما فرغ ابراهيم من تعبئة اصحابه أتاهما، فجلس إليهما، ثم قال لعمير:
ما اعملك الى يا أبا المغلس؟
قال عمير: لقد اشتد غمى مذ دخلت عسكرك، وذلك انى لم اسمع فيه كلاما عربيا حتى انتهيت إليك، وانما معك هؤلاء الأعاجم، وقد جاءك صناديد [3] اهل الشام وابطالهم، وهم زهاء اربعين الف رجل، فكيف تلقاهم بمن معك؟
فقال ابراهيم:
والله لو لم أجد الا النمل لقاتلتهم بها، فكيف وما قوم أشد بصيره في قتال اهل الشام من هؤلاء الناس الذين تراهم معي؟ وانما هم اولاد الأساورة من اهل