الاخبار الطوال (صفحة 295)

اصحابه، وعليه قميص اصفر هروي [1] وملاءه مورده متوشحا بها، متقلدا سيفه.

فدنا منه عمير بن الحباب، فصار خلفه، وابراهيم لا يابه له، فاحتضنه من ورائه، فما تحلحل [2] ابراهيم عن موضعه، غير انه امال راسه، وقال:

من هذا؟

قال: انا عمير بن الحباب.

فاقبل بوجهه اليه، وقال:

اجلس حتى افرغ لك.

فتنحى عنه، وقعدا ممسكين بأعنة فرسيهما.

فقال عمير لصاحبه: هل رايت رجلا اربط جأشا، وأشد قلبا من هذا؟ تراه تحلحل من مكانه، او اكترث لي، وانا محتضنه من خلف.

فقال له صاحبه: ما رايت مثله.

فلما فرغ ابراهيم من تعبئة اصحابه أتاهما، فجلس إليهما، ثم قال لعمير:

ما اعملك الى يا أبا المغلس؟

قال عمير: لقد اشتد غمى مذ دخلت عسكرك، وذلك انى لم اسمع فيه كلاما عربيا حتى انتهيت إليك، وانما معك هؤلاء الأعاجم، وقد جاءك صناديد [3] اهل الشام وابطالهم، وهم زهاء اربعين الف رجل، فكيف تلقاهم بمن معك؟

فقال ابراهيم:

والله لو لم أجد الا النمل لقاتلتهم بها، فكيف وما قوم أشد بصيره في قتال اهل الشام من هؤلاء الناس الذين تراهم معي؟ وانما هم اولاد الأساورة من اهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015