الاخبار الطوال (صفحة 247)

ثم بعث بالكتاب مع قيس بن مسهر، فسار حتى وافى القادسية [1] .

فأخذه حصين بن نمير، وبعث به الى ابن زياد، فلما ادخل عليه اغلظ لعبيد الله، فامر به ان يطرح من اعلى سور القصر الى الرحبه، فطرح، فمات.

وسار الحسين ع من بطن الرمة [2] ، فلقيه عبد الله بن مطيع، وهو منصرف من العراق، فسلم على الحسين، وقال له:

بابى أنت وأمي يا بن رسول الله، ما اخرجك من حرم الله وحرم جدك؟

فقال: ان اهل الكوفه كتبوا الى يسألونني ان اقدم عليهم لما رجوا من احياء معالم الحق، وأماته البدع.

قال له ابن مطيع: أنشدك الله ان لا تأتي الكوفه، فو الله لئن أتيتها لتقتلن.

فقال الحسين ع: لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا.

ثم ودعه ومضى.

ثم سار حتى انتهى الى زرود [3] ، فنظر الى فسطاط [4] مضروب، فسال عنه، فقيل له: هو لزهير بن القين.

وكان حاجا اقبل من مكة يريد الكوفه.

فأرسل اليه الحسين، ان القنى اكلمك.

فأبى ان يلقاه.

وكانت مع زهير زوجته، فقالت له: سبحان الله، يبعث إليك ابن رسول الله ص فلا تجيبه.

فقام يمشى الى الحسين ع، فلم يلبث ان انصرف، وقد اشرق وجهه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015