الاخبار الطوال (صفحة 193)

فكتب اليه على: اما بعد، فان الذى اعجبك مما نازعتك نفسك اليه من طلب الدنيا منقلب عنك، فلا تطمئن إليها، فإنها غراره، ولو اعتبرت بما مضى انتفعت بما بقي، والسلام.

فكتب اليه عمرو: اما بعد، فقد انصف من جعل القرآن حكما، فاصبر يا أبا الحسن، فانا غير منيليك الا ما انا لك القرآن، والسلام.

فاجتمع قراء اهل العراق وقراء اهل الشام، فقعدوا بين الصفين، ومعهم المصحف يتدارسونه، فاجتمعوا على ان يحكموا حكمين، وانصرفوا.

فقال اهل الشام: قد رضينا بعمرو.

وقال الاشعث ومن كان معه من قراء اهل العراق: قد رضينا نحن بابى موسى.

فقال لهم على: لست أثق براى ابى موسى، ولا بحزمه، ولكن اجعل ذلك لعبد الله بن عباس.

قالوا: والله ما نفرق بينك وبين ابن عباس، وكأنك تريد ان تكون أنت الحاكم، بل اجعله رجلا هو منك ومن معاويه سواء، ليس الى احد منكما بأدنى منه الى الآخر.

قال على رضى الله عنه: فلم ترضون لأهل الشام بابن العاص، وليس كذلك؟.

قالوا: أولئك اعلم، انما علينا أنفسنا.

قال: فانى اجعل ذلك الى الاشتر.

قال الاشعث: وهل سعر هذه الحرب الا الاشتر، وهل نحن الا في حكم الاشتر؟.

قال على: وما حكمه؟.

قال: يضرب بعض وجوه بعض حتى يكون ما يريد الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015