الاخبار الطوال (صفحة 191)

فتكلم على، وقال: عباد الله، انا احرى من أجاب الى كتاب الله، وكذلك أنتم، غير ان القوم ليس يريدون بذلك الا المكر، وقد عضتهم الحرب، والله، لقد رفعوها وما رأيهم العمل بها، وليس يسعني مع ذلك ان ادعى الى كتاب الله فأبى، وكيف وانما قاتلناهم ليدينوا بحكمه.

فقال الاشعث: يا امير المؤمنين نحن لك اليوم على ما كنا عليه لك أمس، غير ان الرأي ما رايت من اجابه القوم الى كتاب الله حكما. فاما عدى بن حاتم وعمرو بن الحمق فلم يهويا ذلك، ولم يشيروا على على به.

ولما أجاب على رضى الله عنه، قالوا له: فابعث الى الاشتر ليمسك عن الحرب ويأتيك. وكان يقاتل في ناحيه الميمنه، فقال على ليزيد بن هانئ: انطلق الى الاشتر، فمره ان يدع ما هو فيه، ويقبل، فأتاه، فابلغه، فقال: ارجع الى امير المؤمنين، فقل له ان الحرب قد اشتجرت بيني وبين اهل الناحية، فليس يجوز ان انصرف.

فانصرف يزيد الى على، فاخبره بذلك، وعلت الأصوات من ناحيه الاشتر، وثار النقع، [1] فقال القوم لعلى، والله ما نحسبك امرته الا بالقتال.

فقال: كيف امرته بذلك، ولم اساره سرا؟! ثم قال ليزيد: عد الى الاشتر، فقل له. اقبل، فان الفتنة قد وقعت. فأتاه، فاخبره بذلك.

فقال الاشتر: الرفع هذه المصاحف؟، قال: نعم. قال: اما والله لقد ظننت بها حين رفعت، انها ستوقع اختلافا وفرقه.

فاقبل الاشتر حتى انتهى اليهم، فقال: يا اهل الوهن والذل، احين علوتم القوم تنكلون لرفع هذه المصاحف؟ أمهلوني فواقا، [2] قالوا: لا ندخل معك في خطيئتك، قال: ويحكم، كيف بكم وقد قتل خياركم وبقي اراذلكم، فمتى كنتم محقين؟ احين كنتم تقاتلون أم الان حين أمسكتم؟ فما حال قتلاكم الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015