المبحث الثاث والثلاثون
الثورة العربية والشعار المبارك الشعب يريد إسقاط النظام
كتبهاد. حاكم المطيري، في 11 يونيو 2011
نجحت كل الشعوب العربية التي رفعت شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) في إسقاط الطاغوت وتحقيق أهم أهدافها وأولها، مع كون تلك الأنظمة تعد من الأنظمة الأشد استبداد وإجراما وقوة في العالم العربي كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، بينما لم تنجح أي من الشعوب العربية الأخرى التي رفعت شعار (الشعب يريد إصلاح النظام) في تحقيق هدفها بالتغيير السلمي كما في الأردن والمغرب والعراق وعمان والكويت والمملكة العربية السعودية والجزائر الخ
ولا يحتاج الأمر إلى إثبات هذه الحقيقة التي هي كضوء الشمس في رائعة النهار، وإنما البحث هو في أسباب وأسرار هذه الظاهرة التي تجلت بكل وضوح في الثورة العربية على اختلاف تجلياته في كل بلد عربي!
فما هو السر في هذا الشعار والكلمة المباركة التي ما إن يرفعها الشعب حتى يتغير فجأة مسار الأمور رأسا على عقب، ويحدث التحول الجذري لصالح التغيير الذي يريده الشعب؟!
بل إن الشعوب العربية تلك التي أسقطت أنظمتها الطاغوتية، اختلف حالها بين أول أمرها حين كانت ترفع شعارات الخبز والعمل والإصلاح، وآخر أمرها حين هتفت (الشعب يريد إسقاط النظام)،وكان الفرق بين الحالين، كالفرق بين الطائفتين!
فقد كانت في أول أمرها أشبه بمن يستجدي ويتوسل النظام بأن يمن عليها بحقوقها، فكان زين العابدين يتهددها، وحسني لا يأبه لها، وعلي صالح يسخر بها، والقذافي يحتقرها، وبشار يتهمها، حتى إذا كفرت بهم، وآمنت بحقها في الحرية والعدل والكرامة، وأعلنت عصيانها، فإذا الأرض تهتز تحت أقدام الطاغوت، وإذا الرعب يملأ قلبه، وإذا السماء تفتح أبوابها بالنصر للمستضعفين، فيربط الله على قلوبهم، ويثبت أقدامهم، فإذا هم يستقبلون الموت بصدور