وطال المجلس إلى العصر، وقد تحدث الشيخ عبد المجيد ... . وقال ما سمعته اليوم من الشيخ حاكم هو ما جاء به الإسلام ولم أجد فيه ما يخالف الكتاب والسنة، والواجب الالتزام بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .. ) .. الخ
ورغب إلي الشيخ عبد الوهاب ... بعقد مجلس علمي لمدة ثلاثة أيام، يحضره المشايخ وطلبة العلم عندهم من كل المحافظات، ويقدر عددهم بالمئات لمناقشة الكتب وما ورد فيها، لتجد الدعوة قبولا عاما، فرحبت في الفكرة، ووعدتهم بتخصيص زيارة لهذا الموضوع!
ثم زرت بعد ذلك الضالع برفقة الشيخ عادل ... والشيخ ... . القادري، والشيخ جلال ... ، وكانت تعيش مظاهرات يومية وذلك قبل الثورة بنحو سنة تقريبا، وكان معي الشيخ محمد الخنين من الكويت، وقد جمع لنا الشيخ عادل ... شيوخ الضالع ودعاتها، وكان موضوع الانفصال عن الشمال قد بات القضية الرئيسة التي تشغلهم، وطلبوا مني كلمة فتحدثت عن أصول الخطاب السياسي القرآني، وما دعا إليه من الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعا، وأن الجماعة من أصول أهل السنة، فالدعوة للانفصال تتعارض مع أصول الإسلام والسنة، وليس حل المشاكل التي تعانون منها وتعاني الأمة كلها منها هو بالتفرق وتقسيم اليمن، بل الحل بالإصلاح، ويجب عليكم أن تدعوا إلى الثورة وتحرضوا عليها، لا من أجل انفصال الجنوب، بل من أجل إنقاذ اليمن وشعبه وتحريره من الظلم والطغيان، فهذا هو الواجب عليكم، وتكونون بذلك قد حافظتم على وحدة اليمن الذي يخطط الاستعمار لتقسيمه وإضعافه، وحررتم شعبه وانقذتموه من الطغيان والفساد، وإذا صلح النظام السياسي ستصلح أوضاع الشمال والجنوب .. الخ
وقلت لهم إذا تم انفصال الجنوب بدعوى الظلم الواقع عليه، فقد يتم تقسيم الجنوب نفسه بالدعوى نفسها، فحضرموت مرشحة للانفصال وغيرها من المحافظات، وهذا لن يحقق لليمن إلا الانهيار والضعف، وليس هناك أي ضمان حين ينفصل الجنوب أن لا يأتي نظام مستبد فاسد فهل سترفعون شعار الانفصال أيضا؟!