الْمَالِ شَيْئًا أَسْتَحِلُّهُ مِنْكَ، وُلِّيتُهُ، كَانَ مَالَ اللَّهِ فَعَادَ أَمَانَتِي فَلَمْ يَزْدَدْ عَلَيَّ إِلَّا حَرَامًا، وَإِنِّي أَنْفَقْتُ عَلَيْكَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ شَهْرًا، وَلَسْتُ بِزَائِدِكَ، وَلَكِنِّي مُعِينُكَ بِثَمَرِ أَرْضِي مِنْ مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْهُ ثُمَّ بِعْهُ ثُمَّ قُمْ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ، فَإِذَا اشْتَرَى شَيْئًا فَاسْتَشْرِكْهُ ثُمَّ بِعْ وَأَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ» (?)
لقد كانت ثمرة الخطاب القرآني؛ ظهور هذه الأمة - التي كانت من أضعف الأمم حالا - على أهل الأرض قاطبة لتنشر العدل والحرية والرحمة، وتقيم حضارة علمية وإنسانية، استظلت البشرية تحت ظلها ألف عام.
وكانت ثمرة الخطاب السلطاني - الذي يحمل في طياته بذور فناء الحضارة -؛ ما نراه اليوم من تخلف تلك الأمة وانحطاطها على نحو خطير - كما تؤكده التقارير والدراسات الدولية - مما يوجب على المصلحين المخلصين من أبنائها وعلمائها إحياء الخطاب القرآني وإعادته من جديد، والتصدي للخطاب السلطاني الذي وظف الإسلام في خدمته عقودا طويلة، حتى ضعف حالها، وازداد اضمحلالها.
وصدق الله؛ {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
وَإِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ، مِنْ خَيْرٍ إِلَى سُوءٍ، إِلاَّ إِذَا غَيَّرُوا مَا هُمْ عَلَيهِ، وَلا يُغَيِّرُ اللهُ مَا بِقَوْمٍ مِنْ سُوءٍ إِلَى خَيْرٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بَأَنْفُسِهِمْ. (?)
- - - - - - - - - - - - -