فبدأ أبو بكر رضي الله عنه مهمة الفتح التاريخي، ورحل بعد سنتين ونيف من استخلافه، ليصنع في تينك السنتين تاريخ الإسلام وخلافته ووحدته وفتوحاته كلها، فإذا كل الملايين من المسلمين على اختلاف قومياتهم منذ ذلك التاريخ إلى اليوم هم من حسنات أبي بكر وفي ميزان أعماله يوم القيامة، كما جاء في الحديث عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابٍ - رضي الله عنهم -: «لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِ» (?)
وعَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنهم -: «وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ أَبَى بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -» (?)
وعن جَعْفَرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنهم -: «وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي جَنْبِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ» (?)
كل ذلك بسبب صديقيته وإيمانه ويقينه، وفي الحديث مرفوعا «إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَفْضُلْكُمْ بِصَوْمٍ وَلَا صَلَاةٍ وَلَكِنْ بِشَيْءٍ وَقَرَ فِي قَلْبِهِ» (?)
ـــــــــ
التي اشتهر بها الفاروق عمر كما وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا فَنَزَعَ أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَنَزَعَ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ» (?).