هناك، لا يسقط وجوب إصلاح الأوضاع السياسية الحالية، وتقويم أود الحكومات القائمة الآن، إذ الواجب شرعا الإصلاح حسب الإمكان في كل حال، ولا تتعطل الواجبات الشرعية، والفروض الكفائية بدعوى عدم وجود الخلافة الراشدة، أو عدم وجود حكومة راشدة!
---------
كما إن من الواقعية السياسية معرفة مكامن القوة في الأمة ومكامن الضعف، ويمثل العالم العربي الحلقة الأضعف في منظومة شعوب الأمة، حيث التشرذم بين دوله العشرين، وحيث النفوذ الاستعماري الذي يسيطر عليه ويتحكم في شئونه، وحيث الفساد والاستبداد الذي لا يوجد مثله في أي بلد إسلامي آخر، كما إن العالم العربي وفي الوقت ذاته يمثل الحلقة الأهم والأشد خطرا، فهو يمتاز بما يلي:
أولا: يمثل العرب أكبر قومية في العالم الإسلامي، حيث يقدر عددهم في العالم العربي وفي أطرافه المحيطة به كما في تركيا وإيران وإرتيريا وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا .. الخ نحو أربعمائة وخمسين مليون نسمة تقريبا، وهو ما يعادل ثلث العالم الإسلامي تقريبا.
ثانيا: كما يمتد جغرافيا على مساحة عشرة ملايين ميل مربع، أو أربعة عشر مليون كيلو متر مربع تقريبا، تمتد من الخليج العربي شرقا، إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا، إلى المحيط الهندي والمحيط الهادي جنوبا حيث جزر القمر، كما يقع البحر الأحمر، والبحر الميت ضمن حدوده الجغرافية، ويسيطر على مضيق هرمز، وباب المندب، وقناة السويس.
ثالثا: يمثل العالم العربي حلقة الوصل بين العالم الإسلامي، فهو الرابط بين دول مسلمي آسيا، ودول مسلمي أفريقيا، كما إنه نقطة عبور بين الشرق والغرب، فلا يمكن تحقق وحدة أو اتحاد إسلامي عام دون العالم العربي.
رابعا: كما يمثل العالم العربي روح العالم الإسلامي، حيث مكة والمدينة والقدس، وحيث أماكن الحج والزيارة، وحيث تمثل لغة القرآن وهي اللغة العربية وعلومها وآدابها، الرابط