مَرْكَبًا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، فَمَنِ اتَّخَذَ سِوَى ذَلِكَ: كَنْزًا، أَوْ إِبِلًا، جَاءَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَالًّا أَوْ سَارِقًا. (?)

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». (?)

فدلَّ كل ذلك على الحد الأدنى الذي يجب على السلطة توفيره للإنسان، لتحقيق الحياة الإنسانية الكريمة له، ابتداء من توفير فرص العمل له، وتيسير الحياة الزوجية والأسرية لكل شاب وأعزب، وتأمين السكن لكل أسرة، وتأمين الغذاء والدواء والرعاية الصحية، وتوفير وسائل النقل، وتحقيق الأمن والطمأنينة والاستقرار النفسي والأسري لكل فرد في المجتمع.

----------

الرابع- تحقيق حالة السلم والأمن الاجتماعي لجميع مكونات المجتمع:

على اختلاف فئاته، دينية كانت أو قومية، وقد أججت الأنظمة العربية الفتن الداخلية في كل مجتمع عربي، لحماية نفسها على حساب استقرار شعوبها، وقد كان نظام حسني مبارك وراء الفتن بين المصريين مسلميهم وأقباطهم، وكان النظام اليمني وراء الفتن بين جنوب اليمن وشماله، وكان النظام العراقي العميل للاحتلال وراء تفجير الداخل العراقي وإثارة الفتن الطائفية بين مكونات الشعب العراقي الذي لم يعرف طوال تاريخ العراق الحديث فتنة بين السنة والشيعة، وتقوم دول الخليج اليوم بإثارة الفتن الطائفية لقطع الطريق على الإصلاحات الداخلية .. الخ

فأصبحت المجتمعات العربية في ظل الأنظمة الفاسدة في حالة استنفار دائم وافتقاد للسلم الأهلي، حيث تم تلغيم المجتمعات بألغام تقضي حين تفجيرها على الأخضر واليابس، مما يؤكد خطورة بقاء الاستبداد وسياساته الفرعونية التي تقوم على تمزيق المجتمع من الداخل: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]،وعلى ادعاء استحقاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015