بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» (?)
وأحق منه بالشهادة من قام لإعلاء كلمة الله، فقتل مظلوما بيد الطاغوت وأئمة الطغيان ممن ثبتت ردتهم وزندقتهم!
ومما يؤكد ذلك إطباق الأمة على أن الحسين بن علي قتل مظلوما شهيدا، وكذا عبد الله بن الزبير، وكذا أهل الحرة، ودير الجماجم، وكذا أطلق الأئمة وصف الشهيد على كثير من العلماء والمصلحين، كالإمام أحمد بن نصر الخزاعي، وقد قال عنه الذهبي: (الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بنِ مَالِكِ بنِ الهيثَمِ الخُزَاعِيُّ، المَرْوَزِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ.
كَانَ جَدُّهُ أَحَدَ نُقَبَاءِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ، وَكَانَ أَحْمَدُ أَمَّاراً بِالمَعْرُوْفِ، قَوَّالاً بِالْحَقِّ) (?)
وكان قد خرج وأعد العدة، وبايعه الناس سرًّا على الأمر بالمعروف، وخلع الواثق العباسي، سنة 231هـ، فظفروا به، وامتحنه الواثق في خلق القرآن فلم يجبه، فأمر به وصلب، قَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ ذَكَرَ أَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ، لَقَدْ جَادَ بِنَفْسِهِ (?).
وقَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: خَتَمَ اللهُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ" (?)
ــــــــ
إذا خرج أهل الذمة على سلطة أئمة الجور، فحكمهم حكم المسلمين الذين يخرجون على الظلمة من حيث حرمة قتالهم، إذا كانوا خرجوا لدفع الظلم عنهم!