أم يغسلون ويصلى عليهم كشهداء الغرق والحريق والطاعون ونحوهم ممن وردت السنة بإطلاق وصف الشهادة عليهم، وقد بلغ عددهم عند بعض الفقهاء عشرين صنفا، وهم الشهداء في حكم الآخرة، دون حكم الدنيا؟ (?)

والفرق بين شهيد المعركة وشهيد الحريق ونحوه هو في أحكام الدنيا فقط، فشهيد المعركة لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن بلباسه، بخلاف شهيد الغرق والحريق والطاعون ونحوهم فإنهم شهداء إلا أنهم يغسلون ويكفنون ويصلَّى عليهم كسائر أموات المسلمين، وأما في حكم الآخرة فهم جميعا شهداء لهم الثواب الموعود للشهداء يوم القيامة، فلا يتعرضون لفتنة القبر ولا فتنة البرزخ ولا فتنة الحساب (?)،بل يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب، رحمة من الله بهم لما تعرضوا له من فتنة وتمحيص في الدنيا والوفاة بتلك الأسباب التي هي من أشد البلاء، ويختص شهداء المعركة عن باقي الشهداء بكونهم أحياء عند ربهم يرزقون، قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015