وكذلك قد تتنازل المرأة عن بعض حقوقها إذا كان الرجل متزوجا، ومن جملتها أن تبقى في بيتها مع أولادها، وقد تعفيه من اشتراط العدل في النوم ... وقد تعفيه من النفقة إذا كانت غنية .. وكل ذلك جائز شرعا ....
وقد تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من زوجة شهيد ومنهن أم سلمة وبقي أولادها معها، وتزوج الصديق رضي الله عنه أسماء بنت عميس زوجة الشهيد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وبقي أولادها معها، وتزوجها علي رضي الله عنه وبقي أولادها معها وأنجبت منهما أيضا ..
فنحن عندما نقول:
على كل شاب أعزب أو متزوج يستطيع التعدد الزواج من امرأة شهيد وضم أولادها معها كما فعل السلف الصالح فنكون بذلك راعينا جميع الحالات في هذا الأمر .... حالة المرأة وحالة الأولاد وحالة المجتمع أيضا
ــــــــــ
المبحث الثاني
وجوب النفقة على أولاد الشهيد
النفقة على أولاد الشهيد تكون في الأصل من بيت مال المسلمين حتى يستغنوا
فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ: «فَإِنْ قُتِلَ، وَاسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ، وَاسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ» فَانْطَلَقُوا فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، فَأَتَى خَبَرُهُمُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَخَرَجَ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ