قَالَ مَا رَأينَا مثل الشَّافِعِي كَانَ أَصْحَاب الحَدِيث ونقاده يجيئون إِلَيْهِ فيعرضون عَلَيْهِ فَرُبمَا أعل نقد النقاد مِنْهُم ويوقفهم على غوامض من علم الحَدِيث لم يقفوا عَلَيْهَا فَيقومُونَ وهم متعجبون مِنْهُ ويأتيه أَصْحَاب الْفِقْه المخالفون والموافقون فَلَا يقومُونَ إِلَّا وهم مذعنون لَهُ بالحذق والديانة ويجيئه أَصْحَاب الْأَدَب فيقرأون عَلَيْهِ الشّعْر فيفسره وَلَقَد كَانَ يحفظ عشرَة آلَاف بَيت شعر من أشعار هُذَيْل بإعرابها وغريبها ومعانيها وَكَانَ من أضبط النَّاس للتاريخ وَكَانَ يُعينهُ على ذَلِك شَيْئَانِ وفور عقل وَصِحَّة دين وَكَانَ ملاك أمره إخلاص الْعَمَل لله عز وَجل
وَقد نقل عَن الشَّافِعِي مَعَ ضَبطه لحديثه كَلَام فِي أَحْوَال الروَاة يدل على بَصَره بِهَذَا الشَّأْن ومعرفته بِهِ وتبحره فِيهِ فَمن ذَلِك قَوْله
الرِّوَايَة عَن حرَام بن عُثْمَان حرَام
وَذكر دَاوُد بن قيس الْفراء وأفلح بن حميد الْأنْصَارِيّ فَرفع بهما فِي الثِّقَة وَالْأَمَانَة