وأما قوله: وفي سنن ابن ماجة: «لا مهدي إلا عيسى بن مريم».
فجوابه: أن يقال: هذا الحديث ضعيف جدًا، قال البيهقي: "تفرد به محمد بن خالد - يعني الجندي-، وقد قال الحاكم أبو عبد الله: هو مجهول، وقد اختلف عليه في إسناده، فروي عنه عن إبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فرجع الحديث إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول، عن أبان بن أبي عياش وهو متروك، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو منقطع، والأحاديث على خروج المهدي أصح إسنادًا". انتهى، وقد نقله عنه ابن القيم في كتابه "المنار المنيف" وأقره، وقال الذهبي في الميزان: "محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، روى عنه الشافعي"، قال الأزدي: "منكر الحديث"، وقال أبو عبد الله الحاكم: "مجهول"، قال الذهبي: "حديثه «لا مهدي إلا عيسى بن مريم» هو خبر منكر أخرجه ابن ماجة".
وأما قوله: وإنه بمقتضى التأمل للأحاديث الواردة في المهدي نجدها من الضعاف التي لا يعتمد عليها.
فجوابه: أن يقال: هذا قول باطل مردود، وقد تقدم التنبيه على ذلك في عدة مواضع من هذا الكتاب.
وأما قوله: وأكثرها من رواية أبي نعيم في "حلية الأولياء".
فجوابه: أن يقال: أما الأحاديث الثابتة فليست من رواية أبي نعيم في الحلية، وإنما هي من رواية أحمد، وابن أبي شيبة، وأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، وأبي يعلى، والحارث بن أبي أسامة، وابن حبان، والطبراني، والحاكم، فكل واحد من هؤلاء قد روي بعضًا منها وروي غيره البعض الآخر، وأما أبو نعيم فروى في الحلية ثلاثة أحاديث من أحاديث المهدي؛ أحدها حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي». الثاني حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لتملأن الأرض ظلمًا وعدوانً، ثم ليخرجن من أهل بيتي أو قال من عترتي من يملؤها قسطًا وعدلا كما ملئت ظلمًا وعدوانًا». الثالث حديث علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة». وقد ذكرت هذه الأحاديث في أول الكتاب من رواية الإمام أحمد وغيره فلتراجع (?)، وروي أبو نعيم ......................................................................