روايتين عن أبي سعيد -رضي الله عنه- النص على أن المهدي من عترة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الأحاديث مذكورة في أول الكتاب (?)، وكلها ثابتة، وبعضها يفسر بعضا، ففيها أبلغ رد على احتمال ابن محمود.
وأما قوله: إن هذا الحديث من الأحاديث التي ليس فيها ذكر للمهدي.
فجوابه: أن يقال: قد جاء التصريح بذكر المهدي في عدة روايات عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وفي أربعة أحاديث عن علي، وأبي هريرة، وجابر -رضي الله عنهم-، وقد تقدم ذكرها في أول الكتاب فلتراجع (?).
وأما قوله: إنه لا مانع من جعل الرجل الذي يملأ الأرض عدلا من جملة المسلمين الذين مضوا وانقضوا.
فجوابه: أن يقال: هذا مردود بالنص على أن الرجل من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبالنص على أن المهدي يخرج في آخر هذه الأمة، وكل من هذين النصين مانع قوي من القول بما توهمه ابن محمود؛ فأما النص على أنه من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد جاء في عدة أحاديث عن علي، وابن مسعود، وأبي سعيد، وأبي هريرة -رضي الله عنهم-، وفي بعض الروايات عن أبي سعيد -رضي الله عنه- النص على أنه من عترة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد تقدم ذكر هذه الأحاديث في أول الكتاب فلتراجع (?).
قال ابن الأثير: "عترة الرجل، أخص أقاربه"، وقال ابن الأعرابي: "العترة، ولد الرجل وذريته، وعقبه من صلبه"، قال فعترة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد فاطمة -رضي الله عنها-.
وقد مضى ألف وأربعمائة سنة من الهجرة ولم يملك أحد من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ويكون بالصفة التي جاء ذكرها في الأحاديث الثابتة؛ وهو أنه يعمل بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويملأ الأرض عدلا وقسطًا كما ملئت جورًا وظلمًا، وأنه يعطي المال حثوًا ولا يعده عدًا، وأنه يقسم المال بالسوية بين الناس، وأن عيسى ابن مريم يصلي خلفه حين ينزل، ولا بد أن يملك هذا الرجل، ولا يعلم بزمان خروجه وملكه إلا الله -تعالى-.
وأما النص على أن المهدي يخرج في آخر هذه الأمة فقد رواه الحاكم عن .............