وجادوا رجاء «1» الرّضى بالنفوس ... وكنت بنفسي ضنينا بخيلا
ندمت على السّير إذ فاتني ... ولازمت حزني دهرا طويلا
وفاز المخفّون إذ يمّموا ... منازل آثارها لن تزولا
وحجّوا وزاروا نبيّ الهدى ... محمدا الهاشميّ الرسولا
وفازوا بإدراك ما أملوا ... ونالوا لديه الرّضى والقبولا
ولو كنت في عزمهم مثلهم ... إذا لانصرفت إليه عجولا
ولكنني أثقلتني الذنوب ... وما كنت للثّقل منها حمولا
ركبت مطيّة جهل الصّبا ... وكانت أوان التّصابي ذلولا
ومالت بي النّفس نحو الهوى ... وقد وجدتني غرّا جهولا
فطوبى لمن حلّ في طيبة ... وعرّس بالسّفح منها الحمولا
ونال المنى في منّى عندما ... نوى بالمنازل منها نزولا
وأصفى الضمائر نحو الصّفا ... يؤمّل للوصل فيه الوصولا
وجاء إلى البيت مستبشرا ... ليطهر بالأمن فيه دخولا
وطاف ولبّى بذاك الحمى ... ونال من الحجر قصدا وسولا
بلاد بها حلّ خير الورى ... فطوبى لمن نال فيها الحلولا
نبيّ كريم سما رفعة ... وقدرا جليلا ومجدا أصيلا
وكان لأمّته رحمة ... بفضل الشفاعة فيهم كفيلا
وكان رؤوفا رحيما لهم ... عطوفا شفيعا عليهم وصولا
له يفزعون إذا ما رأوا ... لدى الحشر خسفا وأمرا مهولا
وإن جاء في ذنبهم شافعا ... بدا الرّحب من ربّه والقبولا
له معجزات إذا عدّدت ... تفوت النّهى وتكلّ العقولا
ولن يبلغ القول معشارها ... وإن كان الوصف فيها مطيلا
وقسّ البيان وسحبانه «2» ... يرى ذهنه في مداها كليلا
تخيّره الله في خلقه ... فكان الخطير لديه المثيلا