حاربت من لا قدرة ... لديه في المعترك

يفلّ غرب سيفه ... سيف لحاظ فتّك

يا لفتى يا قبلتي ... يا حجّتي يا نسكي «1»

إن عظم الحزن فما ... أرجل حسن الفلك «2»

أو أهديت الحيّ ... فلابن عبد الملك «3»

خطيب ومران للّذي ... سلك على سلك «4»

ركن التّقى محمد ... ذو النّبل والطبع الزكي «5»

منفرد في جوده ... بماله المشترك

يا نوق، هذا بابه ... فهو أجلّ مبرك

وأنت يا حادية، ... قربت، ما أسعدك!

فبرّكي وكبّري ... وأبركي «6» وبرّك

فقد أتينا بشرا ... له صفات الملك

كفّك يهمي ملكت ... كأنّها لم تملك

قصيدتي لو لم تنل ... منك حلّى لم تسبك

أبكيت ديمة النّدى ... فزهرها ذو ضحك

لكنني يا سيدي ... من فاقتي في شرك

وشعره على هذه الوتيرة. حدّثني أبي، قال: رأيته رجلا طوالا، شديد الأدمة، حليق الرأس، دمينه، عاريه، كثير الاستجداء والتّهاتر مع المحابين من أدباء وقته، يناضل عن مذهب الظاهرية بجهده.

وفاته: من خط الشيخ أبي بكر بن شبرين: وفي عام سبعة وتسعين وستمائة توفي بفاس الأديب عبد المهيمن المكناسي، المكتنى بأبي الجيوش البلّذوذي، وكان ذا هذر وخرق، طوّافا على البلاد، ينظم شعرا ضعيفا يستمنح به الناس، وآلت حاله إلى أن سعي به لأبي فارس عزّوز الملزوزي الشاعر، شاعر السلطان أبي يعقوب وخديمه، وذكر له أنه هجاه، فألقى إلى السلطان ما أوجب سجنه، ثم ضربت عنقه صبرا، نفعه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015