وهذا الاضطراب في الإسناد لعل سببه محمد بن العباس الشافعي، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان1، وتسامح فيه الحافظ ابن حجر فقال فيه: "صدوق"2، وكان على اصطلاحه ينبغي أن يكون مقبولاً.
وإسناد ابن ماجه فيه عباس بن عثمان بن شافع لا يعرف حاله3. وعمر بن محمد بن علي بن أبي طالب مجهول الحال4. ولذلك حكم عليه البوصيري بالضعف، فقال: "هذا إسناد ضعيف"5.
وأما قول الحاكم عنه: حديث غريب صحيح، ففيه نظر؛ لجهالة محمد بن العباس الشافعي، واضطراب إسناده.
ومما سبق يتبين أن الحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة محمد بن العباس الشافعي، وللاضطراب الواقع في إسناده. ومعنى الحديث ثابت في أحاديث أخرى. والله أعلم.
إلا أنه قد ثبت موقوفاً عن علي رضي الله عنه أنه نهى عن الصرف، فقد روى مسدَّد6 بإسنادٍ صحيح رواته أئمة ثقات عن سعيد بن المسيب "أن علياً وعثمان نهيا عن الصرف".
وروى عبد الرزاق7، والطحاوي8 أيضاً عن علي رضي الله عنه ما يدل على أنه كان ينهى عن الصرف إلا مثلاً بمثل. والله أعلم.