على استحقاق كلّ أحد لشيء من العذاب، فمن الجائز أن يكون عذاباً مستحقاً بذنبٍ غير البكاء. (?)
القول الثاني عشر: أَنَّ المراد بالميت في الحديث: هو المشرف على الموت، وتعذيبه أنه إذا احُتُضِرَ والناس حوله يصرخون ويتفجعون يزيد كربه، وتشتد عليه سكرات الموت؛ فيصير معذباً بذلك.
ذكر هذا القول: المناوي، والآلوسي (?).
ويرد على هذا القول: ما ورد من تقييد ذلك بالقبر، وبيوم القيامة.
المسلك الثاني: رد الأحاديث الواردة في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه ومعارضتها بقوله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى):
قال الحافظ ابن حجر: "وممن روي عنه الإنكار مطلقاً: أبو هريرة - رضي الله عنه - كما رواه أبو يعلى (?) من طريق بكر بن عبد الله المزني قال: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "والله لئن انطلق رجل محارباً في سبيل الله، ثم قُتِل في قطر من أقطار الأرض شهيداً فعمدت امرأته سفهاً وجهلاً فبكت عليه ليعذبن هذا الشهيد ببكاء هذه السفيهة عليه".
قال الحافظ ابن حجر: "وإلى هذا جنح جماعة من الشافعية، منهم أبو حامد (?) وغيره". اهـ (?)
قلت: أثر أبي هريرة - رضي الله عنه - لا يصح، كما بينت ذلك في التخريج.