لَهُمْ نُورٌ؛ فَرَفَعُوا رُوُوسَهُمْ، فَإذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} قَالَ: فَيَنْظُرُ إلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَلاَ يَلْتَفِتُونَ إلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيم، مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إلَيْه، حَتَّى يُحْجَبَ عَنْهُمْ، وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ في دِيَارِهِمْ».
وأخرجه ابن ماجه أيضا عن صهيب - رضي الله عنه - قَالَ:
395 - تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم هَذِهِ الآيَةِ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} - وَقَالَ: إذَا دَخَلَ أَهُلْ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَاد: يا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدا، يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ اللَّهُ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُنْجِنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ: فَيَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُم اللَّهُ شَيْئا أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ - يعني إلَيْهِ - وَلاَ أَقَرَّ لأَعْيُنِهِمْ.
قال المحشي على سنن ابن ماجة: (وفيه أَن الله تعالى يزيل عن قلوبهم الحرص، ويعطيهم ما لا يطمعون المزيد عليه، ويرضيهم بفضله).
ثم قال: أي المحشي المذكور:
(وفي بعض النسخ: «ينجينا» بإثبات الياءِ، كما في الترمذي، مع أنه معطوف على المجزوم: إما للإشباع، أو للتنزيل منزلة الصحيح اه -).