رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} - فَقَالَ: أَمَا إنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ في طَيْرٍ خُضْرٍ، تَسْرَحُ في الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ وَتَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ، فَاطَّلَعَ إلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاَعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئا، فَأَزِيدَكُمْ؟ قَالُوا: رَبَّنَا، وَمَا نَسْتَزِيدُ وَنَحْنُ نَسْرَحُ في الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ ثُمَّ اطَّلَعَ إلَيْهِمْ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيئا فَأَزِيدَكُمْ؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَمْ يُتْرَكُوا، قَالُوا: تَعيدُ أَرْوَاحَنَا، حَتَّى نَرْجِعَ إلَى الدُّنْيَا، فَنُقْتَلُ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى.
(قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح).
وأخرجه ابن ماجة في سننه عن ابن مسعود أيضا - في فضل الشهادة في سبيل الله تعالى - بألفاظ قريبة من ألفاظ الترمذي، إلا أنه قال فيه:
187 - (سَلُونِي مَا شِئْتُمْ) مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقَالَ فيه: (وَمَاذَا نَسْأَلُكَ، وَنَحْنُ نَسْرَحُ في الْجَنَةِ، في أَيِّهَا شِئْنَا؟) وَزَادَ فِيهِ: (فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوا إلاَّ ذَلِكَ تُرِكُوا).