631 - وقد ورد أثر غريب عن قتادة، رواه ابن أبي حاتم، فقال: ... عن قتادة قال: خَيّر الله لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة على النبوة. قال: فأتاه جبريل وهو نائم فَذرَّ عليه الحكمة - أو: رش عليه الحكمة - قال: فأصبح ينطق بها.
قال سعيد: فسمعت عن قتادة يقول: قيل للقمان: كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خَيَّرك ربك؟ فقال: إنه لو أرسل إليَّ بالنبوة عَزْمَة لرجوت فيه الفوز منه، ولكنت أرجو أن أقوم بها، ولكنه خَيّرني فخفت أن أضعف عن النبوة، فكانت الحكمة أحب إليَّ.
فهذا من رواية سعيد بن بشير، وفيه ضعف قد تكلموا فيه بسببه، فالله أعلم.
والذي رواه سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} أي: الفقه في الإسلام، ولم يكن نبيًا، ولم يوح إليه. (لقمان: 12)
632 - عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من أمتي مَنْ لو أتى باب أحدكم يسأله دينارًا أو درهما أوفلسًا لم يعطه، ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها، ولو سأله الدنيا لم يعطه إياها، ولم يمنعها إياه لهوانه عليه، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره". وهذا مرسل من هذا الوجه. (لقمان: 19)
633 - عن ابن عباس؛ أن أحبار يهود قالوا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة: يا محمد، أرأيت قولك: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلا قَلِيلا} [الإسراء: 85]، إيانا تريد أم قومك؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلا". فقالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنها في علم الله قليل، وعندكم من ذلك ما يكفيكم". وأنزل الله فيما سألوه عنه من ذلك: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} الآية. وهكذا روي عن عكرمة، وعطاء بن يَسَار. وهذا يقتضي أن هذه الآية مدنية لا مكية، والمشهور أنها مكية، والله أعلم. (لقمان: 27)
634 - عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: جلس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجلسا له، فأتاه جبريل فجلس بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واضعا كفيه على ركبتي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، حدثني ما الإسلام؟ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإسلام أن تسلم وجهك لله عز وجل، وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله". قال: فإذا