بخمس سنين، منصرفها به من المدينة من زيارة أخواله، فهذا مما لا يتوهم أنه خفي عليه صلى الله عليه وسلم، وكذا استبعده الفخر الرازي قال: لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم حال من مات كافرًا، ولكن دفع العماد ابن كثير هذا باحتمال أن هذا كان قبل علمه صلى الله عليه وسلم بأمرهما فلما علم تبرأ منهما، وأخبر أنهما في النار كما ثت يعني فيما تقدم.
هذا كله على قرأه من أهل المدينة بصيغة النهي، أما على القراءة المشهورة بالرفع على الخبر، وقال الطبري: إنها الصواب عندي، لأن سياق ما قبل هذه الآية يدل على أن المراد: من مضى من اليهود والنصارى وغيرهما. قال: ويؤيد ذلك أنها في قراءة أبي "وما تسال" وفي قراءة ابن مسعود "ولن تسأل". والله أعلم.
وأما حديث إحياء الله عز وجل لأبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به، فليس هو في شيء من الكتب المشهورة، ولا هو صحيح يحتج به.
وإنما قال السهيلي: إنه وجده بخط أبي عمر أحمد بن أبي الحسن القاضي بسند فيه مجهولون، ذكر أنه نقله من كتاب انتسخ من كتاب معوذ بن داود بن معوذ الزاهد، يرفعه إلى ابن أبي الزناد عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيى أبويه، فأحياهما له وآمنا به، ثم أماتهما. وهو عند المحب الطبري في سيرته من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي