فأجبت: بأني قد راجعت «فتوح مصر» لابن عبد الحكم، و «معجم البلدان» لياقوت، و «ترصيع الأخبار في البلدان» للعدوي، و «المسالك» لابن فضل الله، «وتاريخ الإسلام» للذهبي، وغيرها من الخطط والتواريخ، فلم أظفر بذلك صريحًا. نعم، قد وقفت على ما يفهم أنها فتحت عنوة. فقرأت بخط الحافظ أبي عبد الله الذهبي في «تاريخه» ما صورته: وعن عمرو بن العاص أنه قال على المنبر: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد عليّ عهد ولا عقد، إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست، إلا أهل انطابلس فإن لهم عهدًا نفي به. وعن ابن عمر قال: افتتحت مصر بغير عهد. وكذا قال جماعة. انتهى.
ثم يسر الله تعالى بالوقوف على التصريح بذلك فقرأت في كتاب «الشواهد والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» للشيخ تقي الدين المقريزي ما صورته: ولما قدم المسلمون إلى أرض مصر كان على دمياط رجل من أخوال المقوقس يقال له الهاموك، لما افتتح عمرو بن العاص مصر امتنع الهاموك بدمياط واستعد للحرب، فأنفذ إليه عمرو بن العاص المقداد بن الأسود في طائفة من المسلمين فحاربهم الهاموك وقتل ابنه في الحرب فعاد إلى دمياط، وجمع إليه أصحابه، فاستشارهم في أمره وكان عنده حكيم قد حضر الشورى فقال: أيها الملك! إن جوهر العقل لا قيمة له وما استغنى به أحد إلا هداه إلى سبيل النجاة والفوز من الهلاك، وهؤلاء العرب من بدء