فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه.
وقد قال النووي رحمه الله في الأذكار وغيره من تصانيفه: إن القول بنبوته شاذ، لا التفات عليه، ولا تعريج عليه.
وأما دانيال، فقد كان من أنبياء بني إسرائيل فيما مشى عليه غير واحد، روينا في المجالسة للدينوري من حديث معاذ بن رفاعة قال: مر يحيى بن زكريا بقبر دانيلا عليهما السلام فسمع صوتًا من القبر يقول: سبحان من تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت، من قالهن تستغر له السموات السبع، والأرضون السبع، ومن فيهن، ثم قال: إن دانيال قد آتاه الله النبوة والحكمة، وكان في أيام بخت نصر، وأسره بخت نصر مع بني إسرائيل، وحبسهم، ثم رأى بخت نصر رؤيا أفزعته وعجز الناس عن تفسيرها ففسرها دانيال فأعجبه وأكره وقبره، ووجده أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فأكرمه، وكفنه، وصلى عليه ثم قبره.
وهذا مما يلقي عن الإسرائيليات، ورواية ما يكون من هذا القبيل جائزة إلا أن يحقق أنه كذب كان يخالف شيئًا من قواعد الشريعة المحمدية، وما عدا ذلك ثبت الإذن فيه بحديث: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". قال الشافعي رضي الله