خالفه الإمام شمس الدين ابن القيم الحنبلي فجنح إلى العموم وعدم الاختصاص وقال: ليس في الأحاديث ما ينفي المساءلة عن من تقدم من الأمم، وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بكيفية امتحانهم في القبور، لا أنه نفى ذلك عن غيرهم قال: والذي يظهر أن كل نبي مع أمته ذلك فيعذب ذلك عن غيرهم قال: والذي يظهر أن كل نبي مع أمته ذلك فيعذب كفارهم في قبورهم بعد سؤالهم، وإقامة الحجة عليهم كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال وإقامة الحجة.
ولعل أن ابن القيم رحمه الله رأى أن عدم التعميم، مناف لمزيد التكريم، والله الموفق، ونسأله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
فقلت: قد أخرجه مسلم في صحيحه وغيره من حديث أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فالتمسته بيدي فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
وفي لفظ عند ابن خزيمة من هذا الوجه: "وأعوذ بك منك لا أحصي مدحك ولا ثناء عليك" وفي آخر عنده أيضًا من وجه آخر عنها