وثبت قوله صلى الله عليه وسلم للأنصار: "إنهم أحب الناس إليّ".
فهذه أحاديث مفتقرة للجمع بينها على تقدير ثبوتها.
فأقول: أما أسامة، فيمكن أن يقال: إن الأحبية في حقه وحق أبيه بالنسبة لجهة مخصوصة كالموالي مثلاً، لكونها منهم، أو تكون الأحبية بالنسبة لمن طعن في إمارته ردًا لهم وزجرًا، أو أحب إليه في التوجه فيما ندب إليه خاصة، ولا ينافيه أحبية غيره المطلقة كما قد قيل: إنه لا يلزم من كون أن يكون أفضل من أبي بكر ونحو ذلك، وحينئذٍ فيكون حب أبي بكر على عمومه، وحب غيره مخصوصًا كما يمكن أن يقال في حق علي بالنسبة إلى بقية الأقارب.
وأما قوله في زيد، فلعله قاله تواضعًا، وقول من قال: أحبية أبي بكر ثبتت من قوله صلى الله عليه وسلم، وأحبية على من قول عائشة الذي أقره صلى الله عليه وسلم، والقول مقدم، ليس بمرضي، إذ ليس في القصة التصريح بالتقرير والنعمان حاكي كلامهما، يحتمل أن يكون مع أبي بكر ظاهر الباب، فلم يطلعه أهل