والجواب: إنه قد اختلف في وقت فرض الجمعة فالأكثر على أنها فرضت والنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو مقتضى ما أشار إليه البخاري من أن فرضيتها بقوله تعالى: (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) هذه الآية مدنية كما رواه ابن مردوديه في تفسيره بسند صحيح، عن ابن عباس وغيره ونازع بعضهم في ذلك وقال: لا يلزم من كون سورة الجمعة مدنية أن لا تكون الجمعة فرضت قبل ذلك، وقد نزل بالمدينة قوله تعالى في سورة النور (واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) وذلك بعد فرض الصلاة بمكة ولذلك قال الشيخ أبو حامد الأسفرايني: أنها فرضت بمكة وهو وإن كان غريبًا لكنه قد يستشهد له بتجميع أسعد بن زرارة وغيره من الصحابة بالمدينة قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إليها لما عرف من عادة الصحابة رضي الله عنهم كما جزم به شيخنا من عدم الاستبداد بالأمور الشرعية في زمن نزول الوحي، وسبقه لذلك السهيلي كما سيأتي. والتجميع المشار إليه