في ذلك الرواية المرسلة ـ يعني التي صدرت بها ـ وكذا سبقه للإشارة إلى إنكار ذلك ابو حمزة السكري فروى الحاكم في تاريخ نيسابور من طريق الفضل بين موسى أنه دخل عليه فحدثه عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: "دخلت ابنة خالد بن سنان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مرحبًا" فذكره. فقال أبو حمزة: أستغفر الله أستعفر الله.
وممن جزم بإثباتها متمسكًا بما أسلفته أبو عبيدة معمر بن المثنى فقال: إنه لم يكن في بني إسماعيل نبي غيره قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما القاضي عياض، فإنه أورده في الشفا بصيغة التمريض، وذلك أنه قال في سياق من اختلف في نبوته، وخالد بن سنان المذكور يقال: "إنه نبي أهل الرس".
وقال العماد بن كثير عقب إيراد بعض الموقوفات في ذلك: فهذا السياق موقوف، وليس فيه أنه كان نبيًا، والمرسلات التي فيها أنه كان نبيًا لا يحتج بها ههنا والأشبه أنه كان رجلاً صالحًا له أحوال وكرامات فإنه إن كان في زمن الفترة فقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، إنه ليس بيني وبينه نبي" وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبيًا لأن الله تعالى قال: (لتنذر قومًا ما أتاهم من